استجابة الحكومة الصينية لكوفيد-19

جزء من سلسلة مقالات حول
جائحة فيروس كورونا
مراكز الدراسات
  • مراكز التحكم بالأمراض
  • المستشفيات والمراكز الصحية
الآثار الاجتماعية الاقتصادية
الأثر الاقتصادي الاجتماعي
  • الطيران
  • السينما
  • الدين
  • السياسة
  • التلفاز
  • التعليم
  • شعار بوابة بوابة علم الفيروسات
  • شعار بوابة بوابة كوفيد-19
  • ع
  • ن
  • ت


اتبعت حكومة الصين تحت إدارة شي جين بينغ إستراتيجية عدم التسامح المطلق حيال منع الانتشار المحلي لفيروس كوفيد-19 خلال جائحة كوفيد-19 في بر الصين الرئيسي.[1][2] أثارت عدة جوانب من هذه الاستجابة الجدل.[3] في حين أشيد بنهج عدم التسامح المطلق حيال كوفيد فقد انتُقد افتقار الحكومة للشفافية،[4][5] فضلًا عن الرقابة المفروضة وانتشار المعلومات المضللة.[6]

أذيع إخطار عام حول تفشي المرض بتاريخ 31 ديسمبر عام 2019، وذلك بعد اكتشاف مجموعة من المرضى المصابين بالتهاب رئوي مجهول السبب في مدينة ووهان بمقاطعة خوبي.[7] أعلن علماء صينيون في يوم 8 يناير عام 2020 أن سبب المرض الجديد كان فيروس كورونا جديد (سارس-كوف-2).[8] حُدد تسلسل الفيروس ورفع الجينوم الخاص به على الإنترنت.[9]

حظرت الحكومة الصينية السفر من وإلى ووهان وفرضت حجرًا صحيًا صارمًا في المناطق المتضررة وباشرت حملة استجابة وطنية في يوم 23 يناير عام 2020. بلغت الجائحة في مقاطعة خوبي أوجها في يوم 4 فبراير عام 2020. بنيت مشافي مؤقتة كبيرة في ووهان لعزل المرضى الذين عانوا من أعراض طفيفة إلى متوسطة الشدة، وافتتح أول هذه المشافي في يوم 5 فبراير عام 2020.[7] تركز الوباء ضمن مقاطعة خوبي ومدينة ووهان إلى حد كبير. إذ بلغت نسبة الحالات المسجلة في مقاطعة خوبي أكثر من 80% من إجمالي الحالات المسجلة في الصين حتى يوم 22 مارس عام 2020، وتعدى نصيب مدينة ووهان من مجموع الحالات المسجلة في البلاد نسبة 60%. تمكنت الصين من السيطرة على التفشي إلى حد كبير بحلول صيف عام 2020، وهو ما وضع حدًا للانتقال الجماعي الواسع للفيروس. خففت الإغلاقات وغيرها من الإجراءات التقييدية الأخرى في جميع أنحاء الصين بعد التفشي الأولي للمرض. رفع الإغلاق في ووهان بتاريخ 8 أبريل عام 2020. أدت إجراءات مكافحة الوباء في الصين إلى تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 إلى تحت الـ5,000 وفاة.[10]

تعد الصين من ضمن حفنة قليلة من البلدان التي اتبعت استراتيجية القضاء التام على المرض واستطاعت الإبقاء على عدد قليل أو منخفض من الحالات على المدى الطويل.[11] جاءت معظم الحالات المسجلة في الصين من الخارج ووضعت العديد من حالات التفشي الجديدة تحت السيطرة بصورة سريعة من خلال اللجوء إلى عدد من التدابير الصحية المكثفة قصيرة الأجل ومن ضمنها إجراء الفحوصات على نطاق واسع والاستعانة بتكنولوجيا تتبع الاتصالات والعزل الإلزامي للأفراد المصابين.[12] سجلت حالتي وفاة جراء كوفيد-19 في غضون فترة الـ18 شهر التي أعقبت احتواء التفشي الأولي للمرض في مدينة ووهان.[13]

كانت الصين أكبر مصدِّر للمنتجات الطبية الأساسية الخاصة بكوفيد-19 خلال عام 2020 وعام 2021. وكانت الصين أكبر مصدِّر لأقنعة الوجه في العالم إذ زادت صادراتها بمعدل بلغت نسبته 600% خلال النصف الأول من عام 2020.[12] طوِر عدد من لقاحات كوفيد-19 في الصين والتي استعملتهم في برنامجها الوطني للتلقيح ودبلوماسية اللقاح الدولية. كانت الصين أكبر مصدِّر للقاحات كوفيد-19 في العالم حتى شهر نوفمبر من عام 2021 بحصة تراكمية بلغت نحو 40% من إجمالي الصادرات العالمية (بمجموع 1.5 مليار جرعة) بحسب ما ذكرته منظمة التجارة العالمية.[14][15]

لاقت استجابة الصين لتفشي كوفيد-19 الأولي في مدينة ووهان الإشادة والذم على حدٍ سواء. ذكرت دورية لانست للأمراض المعدية في شهر أكتوبر من عام 2020 أن «الصين تمكنت من السيطرة على الوباء بسرعة وفعالية، في حين كان العالم ينازع من أجل السيطرة على كوفيد-19». تعرضت الحكومة الصينية للانتقاد بسبب الرقابة المفروضة والتي عزاها المراقبون إلى ثقافة الرقابة المؤسسية التي أثرت على الصحافة والإنترنت في الصين. راقبت الحكومة كاشفي الفساد والصحفيين ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي التي تداولت الوباء. بذلت الحكومة الصينية جهودًا حثيثة لتضييق الخناق على المناقشات والتستر على الأخبار المنشورة حول الأمر خلال بداية الوباء، ولذلك نظر المسؤولون المحليون للأخبار بنظرة غير تفضيلية. تواصلت الجهود الرامية لتمويل وتسيير الأبحاث التي نظرت في أصول الفيروس حتى الوقت الحاضر.[16]

الاستجابة الأولية

السنة الصينية الجديدة في عام 2020

أعلنت حكومة مدينة ووهان عن عدد من الإجراءات الجديدة على غرار إلغاء احتفالات السنة الصينية الجديدة بالإضافة إلى إجراءات أخرى مثل فحص درجة حرارة الركاب في محطات النقل والتي بدأ العمل بها لأول مرة في يوم 14 يناير.[17][18] اتخذت إجراءات إغلاق واسعة النطاق في مقاطعة خوبي بدءًا من يوم 23 يناير عام 2020، وشملت هذه الإجراءات معظم أجزاء الصين في ما بعد. كذلك أوقف السفر من وإلى مدينة ووهان في يوم 23 يناير، وطبقت قيود على السفر في جميع أنحاء الصين. أنشأت مجموعة مكلفة بالسيطرة على جائحة كوفيد-19 والوقاية منها في يوم 26 يناير بقيادة رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ. قررت المجموعة القيادية تمديد الاحتفال بعطلة مهرجان الربيع لاحتواء تفشي المرض.[19]

بدأت سلطات الجمارك الصينية بمطالبة جميع الركاب القادمين والمغادرين للصين بملء بيان صحي إضافي بدءًا من يوم 26 يناير. جاء قانون الآفاق والحجر الصحي الصيني على ذكر استمارة البيان الصحي وأعطى الجمارك حق المطالبة بها إذا لزم الأمر. في يوم 27 يناير، أعلن المكتب العام التابع لمجلس الدولة الصيني عن تمديد عطلة رأس السنة وتأجيل الفصل الربيعي القادم في جميع أنحاء البلاد. مدد المكتب العطلة الرسمية المقررة سابقًا إلى يوم 2 فبراير بدلًا من 30 يناير، وقال إنه تقرر الإعلان عن افتتاح المدارس لفترة الفصل الربيعي في المستقبل.[20]

إعلان حالة الطوارئ

أعلنت رئيس هونغ كونغ التنفيذي كاري لازم حالة الطوارئ في مؤتمر صحفي أجرته في يوم 25 يناير وقالت أن الحكومة ستغلق المدارس الابتدائية والثانوية لمدة أسبوعين إضافيين، وذلك إضافةً إلى عطلة رأس السنة الجديدة المقررة سابقًا وهو ما نقل موعد إعادة فتح المدارس إلى يوم 17 فبراير. أغلقت ماكاو عددًا من المتاحف والمكتبات ومددت عطلة رأس السنة الجديدة إلى يوم 11 فبراير بالنسبة لمؤسسات التعليم العالي ويوم 10 فبراير بالنسبة للمؤسسات الأخرى.

أفادت وكالة شينخوا للأنباء في يوم 1 فبراير عام 2020 عن إيعاز النيابة الشعبية العليا الصينية للنيابات في جميع أنحاء البلاد بممارسة دورها على أكمل وجه من أجل خلق بيئة قضائية مواتية في مكافحة جائحة كوفيد-19. شمل ذلك إنزال عقوبات صارمة على أولئك الذين ثبت إدانتهم بالتقصير في أداء واجباتهم وإخفاء المعلومات عن المسؤولين المعنيين. ووضعت عقوبات أكثر صرامة في ما يتعلق بالأنشطة الإجرامية التجارية من قبيل زيادة الأسعار والاستغلال إلى جانب «إنتاج وبيع معدات وأدوية واقية مزيفة وغير مطابقة للمواصفات». كذلك حُث على اتخاذ إجراءات قضائية بحق المرضى الذين تعمدوا نشر عدوى المرض أو أحجموا عن إجراء الفحوص المطلوبة أو العزل الإجباري، وذلك فضلًا عن تهديد العاملين بالمجال الطبي باللجوء إلى العنف. كذلك تضمن البيان إلحاحًا بملاحقة أولئك الذين ثبت قيامهم باختلاق ونشر معلومات متعلقة بكوفيد-19، وشدد أيضًا حيال «إنزال عقوبات قاسية على الصيد غير المشروع لأشكال الحياة البرية الواقعة تحت حماية الدولة بالإضافة إلى تحسين إجراءات التفتيش والحجر الصحي للأغذية الطازجة ومنتجات اللحوم».

المراجع

  1. ^ "China Covid-19: How state media and censorship took on coronavirus". بي بي سي نيوز. بي بي سي. 29 ديسمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-05-13. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-20.
  2. ^ He، Alex Jingwei؛ Shi، Yuda؛ Liu، Hongdou (2 يوليو 2020). "Crisis governance, Chinese style: distinctive features of China's response to the Covid-19 pandemic". Policy Design and Practice. ج. 3 ع. 3: 242–258. DOI:10.1080/25741292.2020.1799911. S2CID:225430128. مؤرشف من الأصل في 2023-02-02.
  3. ^ Mallapaty, Smriti (27 Jan 2022). "China's zero-COVID strategy: what happens next?". Nature (بالإنجليزية). 602 (7895): 15–16. Bibcode:2022Natur.602...15M. DOI:10.1038/d41586-022-00191-7. PMID:35087249. S2CID:246360742. Archived from the original on 2023-02-02. Retrieved 2022-02-13. China's stringent zero-COVID strategy is likely to face its toughest test yet in the next few weeks, as millions of people travel around the country for Chinese New Year, and the Winter Olympics begin in Beijing. The approach — which was introduced by the central government early in the pandemic and has involved large-scale lockdowns, mass testing and international travel bans...
  4. ^ Molter, Vanessa; DiResta, Renee (8 Jun 2020). "Pandemics & propaganda: how Chinese state media creates and propagates CCP coronavirus narratives". Harvard Kennedy School Misinformation Review (بالإنجليزية الأمريكية). 1 (3). DOI:10.37016/mr-2020-025. Archived from the original on 2021-01-09. Retrieved 2021-02-08.
  5. ^ Zhong، Raymond؛ Mozur، Paul؛ Kao، Jeff؛ Krolik، Aaron (19 ديسمبر 2020). "No 'Negative' News: How China Censored the Coronavirus". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 2022-06-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-20.
  6. ^ Dyer, Owen (3 Jan 2023). "Covid-19: China stops counting cases as models predict a million or more deaths". BMJ (بالإنجليزية). 380: 2. DOI:10.1136/bmj.p2. ISSN:1756-1833. PMID:36596574. Archived from the original on 2023-02-16.
  7. ^ أ ب Tian، Huaiyu؛ Liu، Yonghong؛ Li، Yidan؛ Wu، Chieh-Hsi؛ Chen، Bin؛ Kraemer، Moritz U. G.؛ Li، Bingying؛ Cai، Jun؛ Xu، Bo؛ Yang، Qiqi؛ Wang، Ben؛ Yang، Peng؛ Cui، Yujun؛ Song، Yimeng؛ Zheng، Pai؛ Wang، Quanyi؛ Bjornstad، Ottar N.؛ Yang، Ruifu؛ Grenfell، Bryan T.؛ Pybus، Oliver G.؛ Dye، Christopher (31 مارس 2020). "An investigation of transmission control measures during the first 50 days of the COVID-19 epidemic in China". Science. ج. 368 ع. 6491: 638–642. Bibcode:2020Sci...368..638T. DOI:10.1126/science.abb6105. PMC:7164389. PMID:32234804.
  8. ^ "Novel Coronavirus 2019 | CDC". www.cdc.gov. 13 يناير 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-01-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-14.
  9. ^ Khan، Natasha (9 يناير 2020). "New Virus Discovered by Chinese Scientists Investigating Pneumonia Outbreak". The Wall Street Journal. ISSN:0099-9660. مؤرشف من الأصل في 2020-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-02-02.
  10. ^ Zanin، Mark؛ Xiao، Cheng؛ Liang، Tingting؛ Ling، Shiman؛ Zhao، Fengming؛ Huang، Zhenting؛ Lin، Fangmei؛ Lin، Xia؛ Jiang، Zhanpeng؛ Wong، Sook-San (أغسطس 2020). "The public health response to the COVID-19 outbreak in mainland China: a narrative review". Journal of Thoracic Disease. ج. 12 ع. 8: 4434–4449. DOI:10.21037/jtd-20-2363. PMC:7475588. PMID:32944357.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  11. ^ Lancet، The (25 يوليو 2020). "COVID-19 and China: lessons and the way forward". The Lancet. ج. 396 ع. 10246: 213. DOI:10.1016/S0140-6736(20)31637-8. PMC:7377676. PMID:32711779.
  12. ^ أ ب Lu، Guangyu؛ Razum، Oliver؛ Jahn، Albrecht؛ Zhang، Yuying؛ Sutton، Brett؛ Sridhar، Devi؛ Ariyoshi، Koya؛ von Seidlein، Lorenz؛ Müllerc، Olaf (20 يناير 2021). "COVID-19 in Germany and China: mitigation versus elimination strategy". Global Health Action. ج. 14 ع. 1. DOI:10.1080/16549716.2021.1875601. PMC:7833051. PMID:33472568. S2CID:231663818.
  13. ^ Liu، Jiangmei؛ Zhang، Lan؛ Yan، Yaqiong؛ Zhou، Yuchang؛ Yin، Peng؛ Qi، Jinlei؛ Wang، Lijun (24 فبراير 2021). "Excess mortality in Wuhan city and other parts of China during the three months of the covid-19 outbreak: findings from nationwide mortality registries". The BMJ. ج. 372: n415. DOI:10.1136/bmj.n415. PMC:7900645. PMID:33627311.
  14. ^ An، Zhijie؛ Wang، Fuzhen؛ Pan، An؛ Yin، Zundong؛ Rodewald، Lance؛ Feng، Zijian (2 ديسمبر 2021). "Vaccination strategy and challenges for consolidating successful containment of covid-19 with population immunity in China". The BMJ. ج. 375: e066125. DOI:10.1136/bmj-2021-066125. PMC:8634348. PMID:34853010.
  15. ^ Li، Zhongjie؛ Liu، Fengfeng؛ Cui، Jinzhao؛ Peng، Zhibin؛ Chang، Zhaorui؛ Lai، Shengjie؛ Chen، Qiulan؛ Wang، Liping؛ Gao، George F.؛ Feng، Zijian (15 أبريل 2021). "Comprehensive large-scale nucleic acid–testing strategies support China's sustained containment of COVID-19". Nature Medicine. ج. 27 ع. 5: 740–742. DOI:10.1038/s41591-021-01308-7. PMID:33859409. S2CID:233258711.
  16. ^ Cheng، Maria؛ Kang، Dake؛ McNeil، Sam (30 ديسمبر 2020). "China clamps down in hidden hunt for coronavirus origins". AP News. Associated Press. مؤرشف من الأصل في 2022-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-18.
  17. ^ "China's first confirmed Covid-19 case traced back to November 17". 13 مارس 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-11-08.
  18. ^ "First Covid-19 case happened in November, China government records show - report". الجارديان دوت كوم. 13 مارس 2020. مؤرشف من الأصل في 2022-10-22.
  19. ^ Buckley، Chris؛ Kirkpatrick، David D.؛ Qin، Amy؛ Hernández، Javier C. (30 ديسمبر 2020). "25 days that changed the world: how Covid-19 slipped China's grasp". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2022-11-07. اطلع عليه بتاريخ 2022-01-11.
  20. ^ Gebrekidan، Selam؛ Apuzzo، Matt؛ Qin، Amy؛ Hernández، Javier C. (2 نوفمبر 2020). "In Hunt for Virus Source, W.H.O. Let China Take Charge". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2022-11-03.
  • أيقونة بوابةبوابة كوفيد-19
  • أيقونة بوابةبوابة الصين